للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورطب، فقال: كلوا، وأخذ المدية فقال له رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «إياك والحلوب» فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال- صلى الله عليه وسلم- لأبى بكر وعمر: «والذى نفسى بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم» «١» رواه مسلم وغيره. وهذا السؤال سؤال تشريف وإنعام وتعديد فضل وإكرام.

وعن طلحة بن نافع أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخذ رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بيدى ذات يوم إلى منزله فأخرج إليه فلق من خبز، فقال: «ما من أدم؟» فقالوا: لا، إلا شىء من خل، قال: «نعم الأدم الخل» . قال جابر:

فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبى الله- صلى الله عليه وسلم- وقال طلحة: فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر «٢» . رواه مسلم.

وروى عن ابن بجير قال: أصاب النبى- صلى الله عليه وسلم- جوع يوما، فعمد إلى حجر فوضعه على بطنه ثم قال: «ألا رب نفس الدنيا جائعة عارية يوم القيامة، ألا رب مكرم لنفسه وهو لها مهين، ألا رب مهين لنفسه وهو لها مكرم» «٣» رواه ابن أبى الدنيا.

وعن أنس عن أبى طلحة قال: شكونا إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الجوع ورفعنا عن بطوننا عن حجر حجر، فرفع رسول الله- صلى الله عليه وسلم- عن بطنه عن حجرين «٤» ، قال الترمذى: هذا حديث غريب من حديث أبى طلحة لا نعرفه


(١) صحيح: والحديث أخرجه مسلم (٢٠٣٨) فى الأشربة، باب: جواز استتباعه غيره إلى دار من يثق برضاه بذلك.
(٢) صحيح: أخرجه مسلم (٢٠٥٢) فى الأشربة، باب: فضيلة الخل.
(٣) ضعيف جدّا: أخرجه ابن سعد والبيهقى فى شعب الإيمان، كما فى «ضعيف الجامع» (٢١٨١) .
(٤) ضعيف: أخرجه الترمذى (٢٣٧١) فى الزهد، باب: ما جاء فى معيشة أصحاب النبى- صلى الله عليه وسلم-، والحديث ضعفه الشيخ الألبانى فى «ضعيف سنن الترمذى» .