للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكذلك كان يحب لحم الرقبة. فعن ضباعة بنت الزبير أنها ذبحت فى بيتها شاة، فأرسل إليها رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «أن أطعمينا من شاتكم» ، فقالت: ما بقى عندنا إلا الرقبة، وإنى لأستحى أن أرسل بها إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم-. فرجع الرسول فأخبره، فقال: «ارجع إليها فقل لها: أرسلى بها فإنها هاربة الشاة وأقرب الشاة إلى الخير وأبعدها من الأذى» «١» .

ولا ريب أن أخف لحم الشاة لحم الرقبة ولحم الذراع والعضد، وهو أخف على المعدة وأسرع انهضاما، وفى هذا أنه ينبغى مراعاة الأغذية التى تجمع ثلاث خواص: أحدها: كثرة نفعها وتأثيرها فى القوى، الثانى: خفتها على المعدة وسرعة انحدارها عنها، الثالث: سرعة هضمها، وهذا أفضل ما يكون من الغذاء.

وقال- صلى الله عليه وسلم-: «أطيب اللحم لحم الظهر» «٢» ، رواه الترمذى.

وأما الحديث أنه- صلى الله عليه وسلم- كان يكره الكليتين لمكانهما من البول، فقال الحافظ العراقى رويناه فى جزء من حديث أبى بكر محمد بن عبد الله بن الشخير من حديث ابن عباس بإسناد فيه ضعف. انتهى.

وكان- صلى الله عليه وسلم- ينتهش اللحم، أى يقبض عليه بفمه ويزيله من العظم أو غيره، وينتشله أى يقتلعه من المرق. والنهش بعد الانتشال.

وفى البخارى: أنه- صلى الله عليه وسلم- احتز من كتف شاة فى يده، فدعى إلى الصلاة، فألقاها والسكين التى يحتز بها، ثم قال إلى الصلاة، ولم يتوضأ «٣» .


(١) أخرجه أحمد فى «المسند» (٦/ ٣٦٠) ، والنسائى فى «الكبرى» (٦٦٥٨) ، والطبرانى فى «الكبير» (٢٤/ ٣٣٧) .
(٢) أخرجه ابن ماجه (٣٣٠٨) فى الأطعمة، باب: أطايب اللحم، وأحمد فى «المسند» (١/ ٢٠٤) ، والحاكم فى «المستدرك» (٤/ ١٢٤) .
(٣) صحيح: أخرجه البخارى (٢٠٧) فى الوضوء، باب: من لم يتوضأ من لحم الشاة والسويق، ومسلم (٢٥٤) فى الحيض، باب: نسخ الوضوء مما مست النار، من حديث ابن عباس- رضى الله عنهما-.