وتذكرت عهد العقيق فتأثرت ... شوقا عقيق المدمع الهطال
وصبت فواصلت الحنين إلى الذى ... ما زال بالى منه فى بلبال
أذكرتنى قدما لها قدم العلا ... والجود والمعروف والإفضال
أذكرتنى من لم يزل ذكرى له ... يعتاد فى الأبكار والآصال
ولها المفاخر والماثر فى الدنا ... والدين والأقوال والأفعال
لو أن خدى يحتذى نعلا لها ... لبلغت من نيل المنى آمال
أو أن أجفانى لوطء نعالها ... أرض سمت عزا بذا الإذلال
وما أحسن قول أبى الحكم بن المرحل فى قصيدة ذكرها أبو إسحاق بن الحاج:
بوصف حبيبى طرز الشعر ناظمه ... ونمنم خد الطرس بالنقش راقمه
رؤوف عطوف أوسع الناس رحمة ... وجادت عليهم بالنوال غمائمه
له الحسن والإحسان فى كل مذهب ... فاثاره محبوبة ومعالمه
به ختم الله النبيين كلهم ... وكل فعال صالح فهو خاتمه
أحب رسول الله حبّا لو أنه ... تقاسمه قومى كفتهم قسائمه
كأن فؤادى كلما مرّ ذكره ... من الورق خفاق أصيبت قوادمه
أهيم إذا هبت نواسم أرضه ... ومن لفؤادى أن تهب نواسمه
فأنشق مسكا طيبا فكأنما ... نوافجه جاءت به ولطائمه
ومما دعانى والدعاوى كثيرة ... إلى الشوق أن الشوق مما أكاتمه
مثال لنعلى من أحب هويته ... فها أنا فى يومى وليلى ألاثمه
أجر على رأسى ووجهى أديمه ... وألثمه طورا وطورا ألازمه
أمثله فى رجل أكرم من مشى ... فتبصره عينى وما أنا حالمه
أحرك خدى ثم أحسب وقعه ... على وجنتى خطوا هناك يداومه
ومن لى بوقع النعل فى حر وجنتى ... لماش علت فوق النجوم براجمه
سأجعله فوق الترائب عوذة ... لقلبى لعل القلب يبرد حاجمه
وأربطة فوق الشؤون تميمة ... لجفنى لعل الجفن يرقأ ساجمه