للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخطاب» ، فقال: يا نبى الله، وما لى لا أبكى وهذا الحصير قد أثر فى جنبك، وهذه خزائنك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك كسرى وقيصر فى الثمار والأنهار، وأنت نبى الله وصفوته، وهذه خزائنك. قال: «يا ابن الخطاب، أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا» «١» . رواه ابن ماجه بإسناد صحيح. والحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم ولفظه.

قال عمر- رضى الله عنه-: استأذنت على رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فدخلت عليه فى مشربة، وإنه لمضطجع على خصفة وإن بعضه لعلى التراب، وتحت رأسه وسادة محشوة ليفا، وإن فوق رأسه لإهاب عطين، وفى ناحية المشربة قرظ، فسلمت عليه وجلست فقلت: أنت نبى الله وصفوته، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير، فقال: «أولئك عجلت لهم طيباتهم وهى وشيكة الانقطاع وإنا قوم أخرت لنا طيباتنا فى آخرتنا» «٢» .

وعن عائشة، كان لرسول الله- صلى الله عليه وسلم- سرير مرمّل بالبردى، عليه كساء أسود، وقد حشوناه بالبردى، فدخل أبو بكر وعمر عليه فإذا النبى- صلى الله عليه وسلم- نائم عليه، فلما رآهما استوى جالسا، فنظرا فإذا أثر السرير فى جنب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالا: يا رسول الله ما يؤذيك خشونة ما نرى من فراشك وسريرك، وهذا كسرى وقيصر على فرش الحرير والديباج فقال- صلى الله عليه وسلم-: «لا تقولا هذا، فإن فراشى كسرى وقيصر فى النار، وإن فراشى وسريرى هذا عاقبته إلى الجنة» «٣» . رواه ابن حبان فى صحيحه. ويروى أنه- صلى الله عليه وسلم- ما عاب مضجعا قط، إن فرش له اضطجع، وإلا اضطجع على الأرض. وتغطى- صلى الله عليه وسلم- باللحاف، قال- صلى الله عليه وسلم-: «ما أتانى جبريل وأنا فى لحاف امرأة منكن غير عائشة» «٤» .


(١) حسن: أخرجه ابن ماجه (٤١٥٣) فى الزهد، باب: ضجاع آل محمد- صلى الله عليه وسلم-، والحديث حسنه الشيخ الألبانى فى «صحيح سنن ابن ماجه» .
(٢) أخرجه الحاكم فى «المستدرك» (٤/ ١١٧) ، وقال: حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
(٣) أخرجه ابن حبان فى «صحيحه» (٧٠٤) .
(٤) صحيح: أخرجه البخارى (٣٧٧٥) فى المناقب، باب: فضل عائشة- رضى الله عنها-، من حديث أم سلمة- رضى الله عنها-.