للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعند أبى نعيم فى الدلائل من حديث ضعيف عن ابن عباس قال:

اجتمع المشركون إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منهم الوليد بن المغيرة وأبو جهل والعاصى بن وائل، والأسود بن المطلب، والنضر بن الحارث ونظراؤهم فقالوا للنبى- صلى الله عليه وسلم-: إن كنت صادقا فشق لنا القمر فرقتين، فسأل ربه فانشق.

وعند البخارى مختصرا من حديث ابن عباس بلفظ: إن القمر انشق على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- «١» ، وابن عباس وإن كان لم يشاهد القصة كما قدمته، ففى بعض طرقه أنه حمل الحديث عن ابن مسعود «٢» . وعند مسلم من حديث شعبة عن قتادة بلفظ فأراهم انشقاق القمر مرتين «٣» .

وكذا فى مصنف عبد الرزاق عن معمر بلفظ مرتين أيضا. واتفق الشيخان عليه من رواية شعبة عن قتادة بلفظ: فرقتين، كما فى حديث جبير عند أحمد. وفى حديث ابن عمر فلقتين- باللام- كما قدمته. وفى لفظ من حديث جبير: فانشق باثنتين. وفى رواية عن ابن عباس عند أبى نعيم فى الدلائل: فصار قمرين. ووقع فى نظم السيرة للحافظ أبى الفضل العراقى:

وانشق مرتين بالإجماع. قال الحافظ ابن حجر: وأظن قوله: «بالإجماع» يتعلق ب «انشق» لا ب «مرتين» ، فإنى لا أعلم من جزم من علماء الحديث بتعدد الانشقاق فى زمنه- صلى الله عليه وسلم-. ولعل قائل «مرتين» أراد: فرقتين. وهذا الذى لا يتجه غيره جمعا بين الروايات. وقد وقع فى رواية البخارى من حديث ابن مسعود: ونحن بمنى، وهذا لا يعارض قول أنس: إن ذلك كان بمكة، لأنه لم يصرح بأنه- صلى الله عليه وسلم- كان ليلتئذ بمكة. فالمراد أن الانشقاق كان وهم بمكة قبل أن يهاجروا إلى المدينة والله أعلم.


(١) صحيح: أخرجه البخارى (٣٦٣٨) فى المناقب، باب: سؤال المشركين أن يريهم النبى- صلى الله عليه وسلم- آية، فأراهم انشقاق القمر، ومسلم (٢٨٠٣) فى صفات المنافقين وأحكامهم، باب: انشقاق القمر.
(٢) صحيح: وقد تقدم حديث ابن مسعود- رضى الله عنه-.
(٣) صحيح: أخرجه مسلم (٢٨٠٢) (٤٧) فى صفة المنافقين وأحكامهم، باب: انشقاق القمر.