قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقد أخبر الله تعالى عن المنافقين أنهم يصلون ويزكون، وأنه لا يقبل ذلك منهم، فقال تعالى:{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}[النساء:١٤٢].
قوله:(فقال تعالى) في نسخة أخرى: وقال تعالى، والأحسن صيغة (وقال تعالى).
والآية قد أخبر الله فيها عن المنافقين أنهم يصلون ويزكون، وأنه لا يقبل ذلك منهم، ومثلها قوله تعالى:{وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ}[التوبة:٥٤].
إن من أوصاف المنافقين أنهم ارتضوا الخداع والكسل عند الصلاة والمراءاة بها، وهذه أوصاف مشينة، وفيه تحذير للمؤمن من هذه الأوصاف، فلا ينبغي للمؤمن أن يخادع، بل يجب أن يكون أمره واضحاً.
وكذلك على المؤمن أن يقوم إلى الصلاة برغبة ولا يقوم بكسل وتثاقل، وكذلك يحذر المؤمن من الرياء، ويخلص عمله لله، فإن الرياء من صفات المنافقين، وعدم ذكر الله عز وجل كثيراً من صفاتهم أيضاً، فهذه أربعة أوصاف من أوصاف المنافقين: الخداع، والكسل عند إقامة الصلاة، والرياء، وقلة ذكر الله.