للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم اختبار عامة المسلمين في عقائدهم]

السؤال

هل يجوز اختبار الناس في عقائدهم كسؤال العامة: أين الله؟

الجواب

لا يسأل المسلم ولا يمتحن؛ لأن الأصل أن المسلم على التوحيد وعلى العقيدة، الصحيحة فلا يسأل إلا إذا كثر أهل البدع وأهل الضلال وكان هناك حاجة مثلاً إلى إمام يؤم الناس فيمتحن ويسأل فلا يؤم الناس إلا مسلم، أو شخص يريد أن يتزوج وهو شاك في ذلك لكثرة البدع، فلابد أن يمتحن.

وأهل البدع ينكرون السؤال عن الله بأين، يقولون: لا يسأل عن الله بأين؛ لأن (أين) يسأل بها عن المكان، والله ليس له مكان عند أهل البدع، يقولون: الله في السماء وفي الأرض تعالى الله عما يقولون، وهذا كفر وضلال، والنبي صلى الله عليه وسلم سأل الجارية قال: (أين الله؟ قالت: في السماء، قال: أعتقها فإنها مؤمنة).

فالمبتدعة الذين أنكروا أن يكون الله في السماء وفي العلو غلطوا النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: إن الرسول صلى الله عليه وسلم غلط حينما سأل الجارية، أو لأن الجارية أعجمية لا تفهم الدين، فسألها سؤالاً فاسداً يناسب عقلها وفهمها، ولما قالت: (في السماء) أقرها على جواب فاسد يناسب عقلها وفهمها، وأن الرسول لم يقصد أن يقول: أين الله؟ وإنما قصد أن يقول: من الله؟ لكن لما كانت الجارية أعجمية اضطر صلى الله عليه وسلم أن يسألها سؤالاً فاسداً، ثم أقرها على الجواب الفاسد.

هكذا اتهموا الرسول عليه الصلاة السلام، وكأنه صلى الله عليه وسلم عجز عن أن يقول: من الله؟ (من) حرفان، و (أين) ثلاثة حروف، فهؤلاء والعياذ بالله في قلوبهم مرض، ولهذا يكثر النفاق في أهل الكلام وفي أهل البدع، فمن اتهم الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا يخشى عليه من النفاق، وقد صرح بذلك أهل البدع حيث قالوا: من قال: إن الله في السماء فقد كفر؛ لأنه شبه الله بجسم محدود على محدود، والذي يكون في المكان هو الأجسام والله ليس بجسم، ومن قال: إن الله جسم فقد كفر، هكذا يقولون؛ نعوذ بالله من جهل القلوب!

<<  <  ج: ص:  >  >>