[كيفية الجمع بين إثبات الزنا من المؤمن ونفي الإيمان عن الزاني]
السؤال
كيف نجمع بين قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن)، إلى آخر الحديث وبين قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:(أيزني المؤمن يا رسول الله! قال: نعم، أيسرق المؤمن قال: نعم، أيكذب المؤمن، قال: لا)؟
الجواب
نص الحديث:(أيكون المؤمن جباناً، قال: نعم، قال: أيكون المؤمن كذاباً، قال: لا)، أما هذا اللفظ الذي ذكره السائل فلا أعرف صحته، ولو صح فالمراد بالإيمان المنفي هو الإيمان الكامل، والمثبت أصل الإيمان، وهذه قاعدة، ومن ذلك قوله تعالى:{قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا}[الحجرات:١٤]، فأثبت لهم الإسلام ونفى عنهم الإيمان.
فالإيمان المنفي هو كمال الإيمان وتحقيقه، والإيمان المثبت هو أصل الإيمان، فإذا صح الحديث الذي ذكره السائل فيعني أن معه أصل الإيمان.
وأما حديث نفي الإيمان:(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن) فالمنفي كمال الإيمان، والمثبت أصل الإيمان، وهذا هو الجمع بينهم.
أما الحديث:(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه)، فهذا من كمال الإيمان، وكذلك قوله:(لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)، وقوله:(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه).