[الحكمة في ترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل المنافقين]
السؤال
الرسول عليه الصلاة والسلام عرف أن عبد الله بن أبي منافق، فلماذا لم يقتله، ولماذا لم يظهر أصحابه على أسماء المنافقين؟
الجواب
بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وقال: لئلا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه، لأن من لم يعرفهم من اليهود والنصارى وغيرهم يرى أن عبد الله بن أبي من الصحابة، فإذا قتله النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: محمد يقتل أصحابه، وهذا تنفير عن الدين، ولا يعلمون أن هناك منافقين؛ لأن عبد الله بن أبي وغيره يظهرون أنفسهم أنهم من المسلمين ويعتبرون أنفسهم من الصحابة فإذا قتلوا تحدث الناس بأن محمداً يقتل أصحابه، فكان في هذا تنفير عن الإسلام.
وأما كونه لم يعلم بأسمائهم فهناك أسماء أسرهم النبي صلى الله عليه وسلم إلى حذيفة، وهناك منافقون لا يعلمهم، فليس كل المنافقين يعلمهم، ولهذا قال الله تعالى للصحابة:{وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}[التوبة:١٠١].
إذاً هناك بعض المنافقين لا يعلمهم النبي صلى الله عليه وسلم، وبعضهم أعلمه الله بهم، كما قال تعالى:{أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ * وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}[محمد:٢٩ - ٣٠]، وفي الآية الأخرى قال تعالى:{لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ}[التوبة:١٠١]، فبعضهم يعلمهم وبعضهم لا يعلمهم.