للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويغلب أن يكون ذلك للإماء. أما ذو الثقوب المنفسخة فهو المَنجول كأن عيونه عيون الحسان النجل وفي ذلك يقول الشاعر:

لهونا بمنجول البراقع حِقبه ... فما بال دهر لزَّنا بالوصاوص

وأما النصيف فثوب رقيق به المرأة فوق ثيابها، وربما قُنعت ببعضه. وإنما سمى بالنصيف لأنه نصَف بين الناس وبينها! فهو يحجز أبصارهم عنها. وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في وصف الحور العين: ولنصيف إحداهن عنها خير من الدنيا وما فيها ويقول النابغة في وصف المتجردة امرأة النعمان بن المنذر

سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ... فتلقفته واتقتنا باليد

أما اللثام والنقاب فكلاهما قناع الوجه من طرف الأنف إلى ما دونه فإن نزل إلى الفم فهو اللفام.

والآن وقد بلغنا من حجاب المرأة، فإن حقا علينا أن نُلم قليلا بثيابها وزينتها وما احتواه بيتها فتقول:

[ثيابها]

لبست المرأة العربية ضروباً من الثياب مختلفاً فنونها وألوانها مما أخرجته مناسج اليمن وعُمان والبحرين والشام والعراق، وما اجتلته من بلاد فارس وسواحل الهند ومنها مارق نسجة، ودق خيطة، وذلك ما تسميه بالمهلهل المسلسَل والهفّاف. وما كثف حوْكه وضوعفت حواشيه؛ وذلك ما تدعوه بالصفيق، والشبيع، والحصيف. ومنها ما لم يخالط لونه لون آخر. ولهن في ذلك الأبيض والأسود، والأحمر، والأصفر، والأخضر، والمُدَمىَّ - وهو ذو الحمرة القانية - والمشْرق - وهو ما كان وسطاً بين الحمرة والبياض - والمفرق - وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>