للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما قدم إبراهيم بن محمد المدينة أتته عجوز من ولد الحارث بن عبد المطلب فشكت إليه ضنك العيش، فقال: ما يحضني الكثير، ولا أرضى لك بالقليل وأنا على ظهر سفر، فاقبلي ما حضر، وتفضلي بالعذر. ثم دعا مولى له فقال ادفع إليها ما بقي من نفقتنا وخذي هذا العبد والبعير. فقالت بأبي وأمي! أجزل الله في الآخرة أجرك وأعلى في الدنيا كعبك، وغفر لك يوم الحساب ذنبك، فأنت والله كما قالت أم جميل بنت أمية:

زين العشيرة كلها ... في البدو منها والحضر

ورئيسها في النائبا ... ت وفي الرحال وفي السفر

ورث المكارم كلها ... وعلا على كل البشر

ضخم الدسيعة ماجد ... يعطي الجزيل بلا كدر

خرجت أعرابية إلى مني فقطع بها الطريق، فقالت: يا رب أخذت وأعطيت، وأنعمت وسلبت، وكل ذلك منك عدل وفضل. والذي عظم على الخلائق أمرك لا بسطت لساني بمسألة أحد غيرك، ولا بذلت رغبتي إلا إليك، يا قرّة أعين السائلين

أغنني بجود منك أتبحبح في فراديس نعمته، وأتقلب في رواق نضرته، واحملني من الرجلة وأغني من العيلة، وأسدل على سترك الذي لا تمزقه الرماح، ولا تزيله الرياح إنك سميع الدعاء.

[الكلم القصار]

دخلت امرأة من بني أمية على عبد الله بن علي بالشام فبكت، فقال مم تبكين أجزعا على أهلك على ما أصابهم؟ قالت لا، ولكنه ما كان يوم سرور إلا وهو رهن بيوم مكروه، وما امتلأت دار حبرة إلا امتلأت عَبرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>