والمثل لقَذور بنت قيس بن خالد ذي الجدين الشيباني. وكان من حديثها أن زُرارة ابن عُدُس رأى لقيطاً يختال، فقال له: كأنك أصبت ابنة قيس بن خالد ومائة من هجان المنذر بن ماء السماء! فحلف لقيط لا يَمَسّ الطيب، ولا يشرب الخمر، حتى يصيب ذلك. فسار حتى أتى قيس بن خالد - وهو سيد ربيعة - وكانت عليه يمين لا يخطب إنسان إليه علانية إلا أصابه بسوءٍ، فخطب إليه لقيط في مجلسه، وقال: عرفت أني إن أُعالنك أشِنك، وإن اُناجك لم أخدعك، فزوجه بنته القذور، وساق المهر عنه أهداها إليه من ليلته، فاحتمل بها إلى المنذر، فأخبره بما يقال أبوه، فأعطاه مائة من هجانه، فرحل إلى أهله. فقالت: ألقي أبي وأودعه. فلما جاءته قال لها: يا بنية، كوني له أمة يكن لك عبدا، وليكن أطيب طيبك الماء. إنه فارس مُضر، ويوشك أن يقتل. فإن كان ذلك فلا تخمشي لك وجها، ولا تحلقي شعراً، فقتل لقيط، فاحتملت إلى قومها، فتزوّجها بعده رجل منهم فجعلت تكثر ذكر لقيط فقال لها: وأيَّ شيءٍ رأيت منه كان أحسن في عينك؟ قالت كل أموره حَسَن: ولكني أحدثك أنه خرج إلى الصيد في يوم دجن وقد تطيب وشرب، فرجع إلىّ ولقميصه نضح من دماء صيده، والمسك يضوع من أطرافه. . . فسكت عنها. حتى إذا كان يوم دجن شرب، وتطيب، وركب وصرع من الصيد، وأتى به نضح من الدم والطيب فقال لها: كيف تَريني؟ أنا أحسن أم لقيط؟ فقالت: ماءٌ ولا كصدَّاءٍ.