عرفت ما أنا بصاحب هذا. حتى إذا يئست منه، احتجزت بثوبها، واحتملت عموداً ونزلت إليه فاسلبه، فإنه لم يمنعني من سلبه إلا أنه رجل قال: ما لي بسلبه من حاجة يا ابنة عبد المطلب.
[ليلى بنت طريف]
أخت القائد البطل الثائر الوليد بن طريف الشيباني.
كان أخوها الوليد بقية أبطال الخوارج الذين خرجوا على الخلفاء، وراعوا جندهم وحطموا كتائبهم.
خرج الوليد على الرشيد فأمعن في جنده فتكا وقتلا. وكلما ساق إليه الرشيد فريقاً كان كهشيم في ضرام النَّار. فرماه بعد أن أعياه بقائده يزيد بن مزيد الشيباني.
فظهر يزيد عليه فقتله. فخلفته على قيادة جنده أخته ليلى. فأطبقت بهم على جند الرشيد، حتى خلعت قلوبهم، ومزقت أوصالهم: لا تكون هذه إلا أخت الوليد لأن فعلها بفعله أشبه. حتى إذا أبصر يزيد الوهن في جنده، قال: دعوها. ثم خرج إليه
وضرب الرمح قطاة فرسها، وقال: اعزبي الله عليك، فقد فضحت العشيرة، فاستحيت وانصرفت. وأقامت بعد ذلك بنجوة عن العيون، تبكي أخاها، بمراث تستنزف العبرات وتستثير الزفرات.
غزالة الحرَورية
زوج القائد البطل المخوف شبيب بن يزيد، قائد الخوارج وبطلهم، والقائم بالأمر فيهم.