للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتعدّ وفادة هؤلاء الجواري غلى الأندلس مطلع عهد جديد للأدب والشعر والغناء بالأندلس، وذلك ما سنتناوله بالقول عند الكلام عن الأدب النسوي بالأندلس.

[بنو الأغلب]

ذلك حديث أهل الأندلس، وفي مساقهم سار بنو الأغلب ملوك تونس، وعنهم وعن ملوك العراق وردوا موارد اللهو وشربوا كؤوس النعيم، ومن بغداد وقرطبة استوردوا الجواري الفارسيات والصقليات، ومن حديثهم أن المعتمد على الله

العباسي ساوم في جارية شغفته حبا، وأبلغها جهد ما يطيق وهو يومئذ ولي عهد الخلافة العباسية - فأبى عليه صاحبها وأبلغها حدا ليس في منال ولي العهد، فلما أعجزه شراؤها ذهب بها صاحبها إلى ابن الأغلب فباعها منه.

ثم لما فتحت عليهم صقلية ومالطة تدفق سيل الجواري الروميات فحللن من منازلهم وقلوبهم محلا لا يرام، حتى انتهى الأمر إلى زياد الله آخر عقدهم فقسم نفسه بين مماليكه وجواريه. وبلغ من إيثاره لأحد غلمانه أن ضرب النقود باسمه وترك له زمام الملك يلهو بتصريفه. ثم غضب عليه فأقصاه، حتى جاءت جارية فشغفت فيه، فأعاده إلى مكانه. . .!! وكان ملكا عزيزاً فذل، وقوّة هائلة فهانت. وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.

[الفاطميون]

وجاء الفاطميون في أعقاب بني الأغلب، وأورثهم الله أرضهم وديارهم وأموالهم وما زال ظلهم يمتد وملكهم يتسع حتى وسع مصر، وبلاد الشام، والحجاز واليمن ووافتهم النعمة من كل مكان، وأضاء لهم العز من كل أفق، وجلبت إليهم الجواري

<<  <  ج: ص:  >  >>