للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مجاذبة الثناء]

وصفت أعرابية زوجها بكرم الأخلاق عند أمها فقالت: يا أُمه! منْ نشر ثوب الثناء؛ فقد أدّى واجب الجزاء. وفي كتمان الشكر جحود لما وجب من الحق ودخول في كفر النعم. فقالت لها أمّها: أي بنية أطبت الثناء؛ وقمت بالجزاء. ولم تدعى للذمّ موضعاً إني وجدت مَنْ عَقَل لم يعجل بذمّ ولا ثناء إلا بعد اختبار. فقالت: يا أُمه؛ ما مدحت حتى اختبرت؛ ولا وصفت حتى عرفت. قال الزوج: ما وفيتك حقك؛ ولا شكرتك إلا بفضلك؛ ولا أثنيت إلا بطيب حسبك، وكريم نسبك.

والله أسأل أن يمتعني بما وهب لي منك.

الكَلمِ القِصار

قيل لهند ابنة الخُس: ما مائة من المعز؟ قالت: مُوَيلٌ يشِفّ الفقر من ورائه: مال الضعيف؛ وحرفة العاجز. قيل: فما مائة من الضأن؟ قالت: قرية لا حمى لها. قيل: فما مائة من الإبل؟ قالت بخٍ بَخ! جمال ومال. قيل: فما مائة من الخيل: طغى من كانت له ولا يوجد. قيل: فما مائة من الُحُمر؟ قالت عازبة الليل؛ وخزي المجلس. لا لبن فيحلب؛ ولا صوف فُيجز.

وقيل لها: مَن أعظم الناس في عينيك؟ قالت: من كانت لي إليه حاجة.

وقيل لها: الصيف خير أو الشتاء؟ فقالت: من جعل بؤساً كأذى

<<  <  ج: ص:  >  >>