على الرغم مما لقيت المرأة العربية في عهد جاهليتها من كرامة لا تمارى، ومكانة لا تُسامي، ومجالات درجت فيها إلى مواطن الملك، ملك الجوارح والقلوب - على الرغم من ذلك كله تعثر بها الدهر عثرات، وَقرت في بعض المواطن عظمها، وانتظمت قلبها وتَغَشّها بظُل من الفزع، وظلمات من الأهوال.
كذلك لبثت المرأة العربية تتعثر حتى استبان وضح الإسلام فأقالتها يد الله وهاأنذا أبسط القول فيما رفع الإسلام عنها من غواشي الظلم في عامّة أحوالها، ومختلف أطوارها
[الوليدة المسلمة]
من العب من كان يرى البنت حملاً فادحاً يضعف دونه احتماله، وتتخاذل لفرط ما يُشفق من وصمة الذل، ووسم العار، وإذا وهنت نفسها، أو ذهب السباء بها، فكان بين أن يستبقيها على كره لها، ومضض منها، وترقب لموتها، أو يفزع إلى الحفر فيقذفها في جوفها، ويُهيل التراب على غَضَارة عُودها، ونضارة وجهها. فما أشدَّ ما عاب الله أمر ذلك عليهم، ونقمة منهم، ودلّ على سفه رأيهم وسوء صنيعهم في مواطن كثيرة من كتابه الكريم. فقال جل ذكره: