للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقالت عمرة بنت مرادس - وهي ابنة الخنساء - ترثي أخاها:

أعيني لم أختلكما بخيانة ... أبى الدهر والأيام أن تصبرا

وما كنت أخشى أن أكون كأنني ... بعير إذا ينعى أخي تحسرا

ترى الخصم زوراً عن أخي مهابة ... وليس الجليس عن أخي بأزورا

وقالت امرأة ترثي اخوتها:

رعوا من المجد أكنافاً إلى بلد ... حتى إذا أكملت أظماؤهم وردوا

ميت بمصر وميت بالعراق وميت بالحجاز منايا بينهم بدد

كانت لهم همم فرقن بينهم ... إذا القعاد عن أمثالها قعدوا

بذل الجميل وتفريج الجليل وإعطاء الجزيل إذا لم يعطه أحد.

[رثاء الأزواج]

قال الأصمعي:

دخلت بعض مقابر الأعراب ومعي صاحب لي، فإذا جارية على قبر كأنها تمثال، وعليها من الحلي والحلل ما لم أر مثله، وهي تبكي بعين غزيرة وصوت شجي، فالتفت إلى صاحبي، فقلت: هل رأيت أعجب من هذه؟ قال لا والله لا أحسبني أراه، ثم قلت لها يا هذه! إني أراك حزينة وما عليك زي الحزن؟ فأنشأت تقول:

فإن تسألاني فيم حزني فإنني ... رهينة هذا القبر يا فتيان

وإني لأستحييه والتراب بيننا ... كما كنت أستحييه حين يراني

أهابك إجلالا وإن كنت في الثرى ... مخافة يوما أن يسؤك لساني

<<  <  ج: ص:  >  >>