وسَبَّح بالضحى ظَبَيات مَردٍْ ... بكل عظيمة متمردات
وقد أُغْمِدْن في أرز ولكن ... سيوف لحاظهن مجرّدات
وورّدت اللباس بِلَون صبغ ... خدود بالشباب مورّدات
وقال:
قد أهملت للخِيَاط إبرتها ... فصادفت إبرة لعقربها
فهي تُسَقّي الحليب ليلتها ... ولم يكن من لذيذ مشربها
[الحجاب]
وكان لزاما بعد أن أوحشت عقيدة الرجل في المرأة أن يقصيها عن منال العيون ويحجبها عن محال المآثم، فما لبث أن أرخى عليها الحجب وأسدل دونها الأستار وعفى على كل أثر ينء عنها أو يشعر بوجودها، وراح يتأول فيما أَباح الدين رؤيته منها، وأكثر من فعل ذلك المتأخرون من فقهاء الحنفية، وأنت تعلم أن
الإسلام أباح للرّجل أن يطَّع على وجه المرأة وكفيها وقدميها. فانظر كيف تأوّلوا في ذلك! أما الوجه فقد قال صاحب الدرّ وتُمنع - المرأة - من كشف الوجه بين الرجال مخافة الفتنة وأما الكف فقد قالوا: إن ظهره عورة كما قالوا: إن باطن القدمين عورة، ولم يقف الأمر عند هذا الحد من الحجاب، بل إنهم تأوّلوا كذلك في صوتها فقالوا: إن نغمتها - حتى في قراءة القرآن الكريم - عورة. وزاد صاحب