ساد معدا كابراً عن كابر، وأنا أخت ضمرة بن ضمرة. قال. فمن زوجك؟ قالت: هو هَوْذَة بن جَرْوَل. قال: وأين الآن؟ أما تعرفين مكانه؟ قالت: هذه كلمة أحمق، لو كنت أعلم مكانه حال بيني وبينك، قال: وأي رجل هو؟ قالت: هذه أحمق من الأولى، أعن هوذة يُسْأل؟ وهو والله طيب العرق، سمين العَرق لا ينام ليلة يُخاف، ولا يشبع ليلةُ يُضَاف، يأكل ما
وجد، ولا يسأل عما فقد. فقال عمرو أما والله لولا أني أخاف أن تلدي مثل أبيك وأخيك وزوجك لاستبقيتك. فقالت: وأنت والله لا تقتل إلا نساء أعاليها ثُديّ، وأسافلها دُميّ. والله ما أدركت ثارا، ولا محوت عارا، وما من فَعلت به هذه بغافل عنك، ومع اليوم غد. فأمر بإحراقها. فلما نظرت إلى النار قالت: ألاَ فتى مكانَ عجوز؟! فذهبت مثلاً. ثم مكثت ساعة فلم يَفدِها أحد. فقالت: هيهات صارت الفتيان حُمَماً. فذهبت مثلا. ثم ألقيت في النار. ولبث عمرو عامة يومه لا يقدر على أحد. حتى إذا كان في آخر النهار أقبل راكب يسمى عماراً، تُوضع به راحلته. حتى أناخ إليه. فقال له عمرو: من أنت؟ قال: أنا رجل من البَرَاجم. قال: فما جاء بك إلينا؟ قال: سطع الدخان، وكنت طويتُ منذ أيام فظننته طعاماً. فقال عمرو: إن الشَّقي وافدُ البراجم. فذهبت مثلا. وأمر به فألقَيِ في النار. فقال بعضهم: ما بلغنا أنه أصاب من بنى تميم غيره، وإنما أحرق النساء والصبيان.