وترتمي بين صفوفهم غير آبهة ولا دارية بالدم الناعر من جسمها. فقال رسول الله: أمّك أُمّك اعصب جراحها. بارك الله عليك من أهل بيت. مقام أمك خير من مقام فلان وفلان. فلما سمعت أمّه قالت: ادع الله أن نرافقك في الجنة. فقال: اللهم اجعلهم
رفقائي في الجنة. فقالت: ما أبالي ما أصابني في الدنيا.
خَوْلَة بنت الأَزْوَرِ
أخت القائد العظيم ضرار بن الأزور الكندي.
وهي إحدى عقائل العرب، وبقية بنات الملوك. وبيتها بيت رسخت دعائمه على القوّة والمضاء في الجاهلية والإسلام. قتل أبوها بين يدي رسول الله دفاعا عنه. وأخوها ضرار من القادة الذين لا يغنى غناءهم أحد، وكان يُقاسُ إذا اشتملت عليه الوقائع بألف رجل.
أما هي، فقد أوتيت من جمال الوجه، ومضاء القلب، ورباطة الجأش والاستبسال في القتال، ما لم يتح لكثير من الناس. ولها مواطن غرٌّ صالحات، شفت قلوباً، وروعت قلوباً. منها ما نحن ذاكروه لك، مما حدث به الواقدي قال: لما أُسر ضرار بن الأزور في وقعة أجنادين، سار خالد بن الوليد في طليعة من جنده لاستنقاذه فبينما هو في الطريق، مرّ به فارس معتقل رمحه، لا يبين منه إلاَّ الحَدقَ، وهو يقذف بنفسه، ولا يلوي على ما وراءه، فلما نظره خالد قال: ليت شعري منّ هذا الفارس؟ وأيم الله إنه لفارس ثم اتبعه خالد والناس من ورائه، حتى أدرك