قدمت الكوفة سنة إحدى وستين. وهي السنة التي قتل فيها الحسين بن علي عليهما السلام فرأيت نساء الكوفة قياماً يَلتدِمن ورأيت علي بن الحسين عليهما السلام وهو يقول بصوت ضئيل قد نحل من المرض: يا أهل الكوفة إنكم تبكون علينا فمن قتلنا غيركم، وسمعت أم كلثوم بنت علي عليهما السلام وهي تقول فلم أر خَفِرةً والله أنطق منها، كأنما تنزع عن لسان أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، وأشارت إلى الناس أن أمسكوا، فسكنت الأنفاس وهدأت، فقالت الحمد الله رب العالمين، والصلاة على جدّي سيد المرسلين. أما بعد: