الأحمق المِضياع، الذي لا يُكرم ولا يطاع. فقال أحسنتما وأجملتما، فبارك الله فيكما، ووصلهما وحباهما.
أَبلغ الكَلم في أبلغ الكرم
قالت ماوية امرأة حاتم: -
أصابتنا سنَةٌ اقشعرت لها الأرض، واغَبَّر أُفق السماءِ، وراحت الإبل حُدْباً حدابير، وضَننَّت المَرَاضع على أولادها فما تَبِضُّ بقطرة، وحَلّقت ألسنَة المال، وأيقَنا بالهلاك. فوالله إنا لفي ليلة صَّنبرٍ بعيدة ما بين الطرفين، إذ تضاغى صبْيَتُنا جوعا، عبد الله وعدي وسَفّانة. فقام حاتم إلى الصبيين، وقمت أنا إلى الصبية، وأقبل يعللّني بالحديث. فعرفت ما يريد، فتناومت، فلما تهوَّرت النجوم، إذا شيءٌ قد رفع كِسْرَ البيت ثم عاد. فقال حاتم: من هذا؟ قالت: جارتك فلانة، أتيتك من عند صبْية يتعاوَوْن عُواءَ الذئاب وجدتُ معوَّلاً إلا عليك يا أبا عديّ. فقال أعجليهم فقد أشبعك الله وإياهم! فأقبلت المرأة تحمل اثنين وتمشي جنائبها أربعة، كأنها نعامة حولها رئالها. فقام حاتم إلى فرسه فوجأ لَبَّته بمُديه فخرّ. ثم كشطه
عن جلده ودفع المدية إلى المرأة، فقال لها: شأنك! فاجتمعنا على اللحم نشوي ونأكل. ثم جعل يمشي في الحي يأتيهم بيتاً بيتا فيقول هُبُّوا أيها القوم، عليكم بالنار، فاجتمعوا. والتفع في ناحية ينظر إلينا.