وهي إن تنو ولت بالنقد في بعض تلك المواطن. فتلك سنة التاريخ في كل عمل عظيم من عامل عظيم. ونحن مجملون لك القول في تلك الحوادث. ومبلغ رأي النساء فيها. واستمكان أثرها منها.
[حديث النبوة]
[خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد]
لئن أصيب رسول الله من رجال قريش بكل فادحة موقرة. لقد لقي من امرأتين منهم ما هوّن عليه أمرهم، وذهب بالشديد المؤلم من نوائبهم.
هاتان هما خديجة بنت خويلد. وفاطمة بنت أسد.
أما خديجة. فكانت له صلى الله عليه وسلم منذ أول ساعات النبوة.
لقد نزل عليه الروح الأمين أول ما نزل في غار في الجبل. فلم يكن ما رآه بشراً من الناس. ولا خلقاً يتخيله المتخيلون؛ فأقرأه ما شاء الله أن يقرئه من آي الكتاب الكريم، ثم أخذ يتراءى له في طريقه بين السماء والأرض؛ فلا يلتفت يمنة ولا يسرة حتى يراه فيقف لا يتقدّم ولا يتأخر.
كل ذلك ورسول الله بين شعاب الجبال؛ وفي وحشه الطريق؛ فلا أنيس ولا سمير ولا معين ولا نصير.
لم يزل النبي في موقفه هذا؛ حتى انصرف الملك عنه، فانصرف هو إلى زوجه خديجة فزعاً مرعوباً مما سمع ورأى؛ فلما بصرت به قالت: أين كنت يا أبا القاسم؟ فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة؛ ثم رجعوا إلى؛ فحدّثها رسول الله