تشق المرأة رداء زوجها، ويشق برقعها، ذلك عندهم ضمان الحب، ووثاق القلوب! وحُجَّتهم في ذلك أن ترى المرأة صنيع زوجها، وهو يرى صنيعها، فلا تزال تذكره، ولا يزال يذكرها. وربما تبادلا ثيابهما فلبس كلٌّ بُرْد صاحبه ثم لا يزال يعبث بتمزيقه حتى يبليه. قال سُحَيم بن معد الأسدي:
فكم قد شققنا من رداء مُحَبَّر ... ومن برقع عن طَفْلَةٍ غير عانس
إذا شق برد شق بالبرد مثله ... دَوَالَيك حتى كُلُّنا غيرُ لابس
تروم بهذا الفعل بُقيَا على الهوى ... وإلْفُ الهوى يغرى بهذي الوسواس
وقال آخر يصف ثوبه مما فعلت به امرأته:
كأن ثيابي نازعت شوك عُرْفُط ... ترى الثوب لم يَخْلَق وقد شُقَّ جانبه
صنيع المِقْلاَت
المقلات هي المرأة التي اهتصر الموت أبناءها فلم يبق منهم على أحد. تلك المرأة إذا وطئت القتيل الشريف عاش في زعمهم أبناؤها قال قائلهم:
تظل مقاليت النساء يطأنه ... يَقُلْنَ ألا يُلْقَى على المرء مئزر
ولا أحسب ذلك إلا وسيلة مما ابتدعته العرب لإذلال أعدائهم، فألقوا في روع
الثواكل من النساء أن في ذلك حياطة من الموت فلا يعود إلى انتزاع أكبادهن من بين جوانحهن.
وإلى تلك السنة أشار الكْميت بن زيد الأسدي في مدحه الحسين بن علي عليهما السلام