أسفر نور الإسلام فافترَّ الهر لنساء العرب عن جوّ مُشرق، وأمل بعيد، وأسلوب من الحياة جديد.
لقد كان للمرأة العربية في عهد جاهليتها فضائلها المكسوبة، ومواهبها الموروثة، وحقوقها التي تم لها بعضها، وسلب الجهل وسوء نظام الاجتماع بقيَّمتها فأما وقد رسخت أصول الإسلام، ووَفرت ظلاله، وخفقت على الخافقين أعلامه، ونَعِمت هي تحت ظله بوثوق الإيمان، وتقلبت بين أعطاف الملك، ونهلت من معين العلم، وضربت بسهم في التشريعِ، وشُرِع لها من الحقوق ما لم يشَرع لأمة من الأمم في عصور من العصور - فقد أمعنت في سبيل الكلام طلَقَة العنان، حتى أخملت من بين أيديها، وأعجزت من خلفها، فلم تشبهها امرأَة من نساء العالمين في جلال حياتها، وسناء منزلتها.
ذلك الحكم للحقيقة وللتاريخ، لا لعاطفة الدين، ولا لآصرة الرحم، ولا لحسن نسق اللفظ. له علله وحِكمه، وأسبابه ودواعيه، ومقدماته ونتائجه. وإنا لماضون بعون الله في الوفاء بذلك كله. بادئين بما منع الإسلام عنها من حيف، وما شرع لها من حق معتمدين فيما نقول على كتاب الله، وسنة رسوله وسيرة البررة الأخبار من آله وصحابته فذلك كله أمرنا ومنار بصائرنا.