للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قلوبهن، وأعلقها بنفوسهن؛ لأكشف لك عن صورة غير مخضوبة، وصحيفة غير مكذوبة.

الخرزات والتمائم والرُّقَي

إن اختمار الوثنية في المرأة العربية خيَّل لها أن في بعض الحجر مآثر وأسراراً تكشف عنها العزائم والرُّقَى.

فهنالك بين ثنايا الجبال، وبين أعطاف المفارز، صنوف من الخرز مما فُصل من شعب الصخور، تناولته يدُ القدم، فأبدعت أشكاله، ونوعت ألوانه، بما سلطت عليه من وَهَجَ الشمس، وتسكاب المطر.

ألقى في روع المرأة العربية أن لكل طائفة من هذا الخرز أثراً في إصلاح أمرها من اجتلاب خير، أو دفع مكروه، وأعد لها السواحر كلمات تلقيها على كل فريق لتستثير ما يطويه، من أثر صالح، وسر كمين.

وذلك الذي أورده عليك مختار خرزهن. ومأثور عزائمهن ورقاهن.

فمن خرزاتهن:

الهِمنة: وهي خرزة يجتلب بها النساء قلوب أزواجهن. وهن يَقُلن عليها: أخّذْتُه بالهِنَّة، بالليل زوج وبالنهار أَمَه

والدّرْدَبيس وهي خرزة سوداء، كأن سوادها لون الكبد، إذا رفعتها واستشففتها رأيتها تشف كلون العنبة الحمراء. تتحبب بها المرأة إلى زوجها. وموطنها قبور عاد. قال قائلهم:

قطعت القيد والخرزات عني ... فمن لي من علاج الدَّرْدَبيس

<<  <  ج: ص:  >  >>