تعلن عن نفسها بشقاشق القول وفضول اللسان، فهنالك الويل والوبال، وهنالك الفناء والدمار.! ولا تقل إن مثل ذلك كائن في بلاد المدينة الحديثة. ففي تلك البلاد خير وشر، ومن شأن الجسم القوي أن تقاوم قوّته ما قد يُلم به من ضعف وفساد، فهنالك الخير يطوي الشر ويحمله، وهنالك نار الجدّ تنفي زيف اللهو وتحيله. على أنّ كثيراً من كتاب تلك البلاد ينظرون إلى ما أصاب المرأة من شطط واندفاع فيقولون إن هذا انتحار للأمة سريع الأجل! فما بالك بمن يأخذ بذَنَب الشر ويترك ناصية الخير، فالحياة عنده لهو ولغو وضجة وإعلان.
ألا فليعلم القوم أن المرأة قطب الحياة، فإذا استقام استقامت، وإذا تمايل اندكت، وما قوامه إلا الدين، فهو الأساس الثابت والبناء المتين.