للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قولها: ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل! وأخبرتهم كيف خطبوها. فقال لها رجل منهم يكنى أبا نُواس - شاب أسود أفوه مضطرب الخلق -: أترضين بي على أن أمنعك من ذئاب العرب؟ فقالت: لأصحابه: أكذلك هو؟ قالوا: نعم، إنه مع ما ترين ليمنع الحلية، وتتقيه القبيلة. قالت: هذا أجمل جمال، وأكمل كمال. قد رضيت به. فزوجوها منه.

لا تَأمَني الأَْحَمق وفي يَدِهِ سِكيَّنٌ

قالته امرأة من بني كنانة.

رَمَتْني بِدائِها وانْسَلّتْ

يضرب لمن يرمي الناس بعيبه.

قالته امرأة لضرتها. وكانت الضرة تشتم النساء بعيب هو فيها. فلما بادأتها به قالت لمِن حولها من النساء: رمتني بدائها وانسلت.

صارَتِ الفِتْيانُ حُمَماً

من قول الحمراء بنت ضَمْرَه بن جابر.

وذلك أن بني تميم قتلوا سعد بن هند، أخا عمرو بن هند الملك. فنذر عمرو ليَقْتلن بأخيه مائة من بني تميم. فجمع أهل مملكته، فسار إليهم. فبلغهم الخبر. فتفرقوا في نواحي بلادهم. فأتى دارهم فلم يجد إلا عجوزاً كبيرة وهي الحمراء بنت ضمرة. فلما نظر إليها وإلى حُمْرَتَها قال لها: إني لأحسبك أعجمية! فقالت: لا والذي أسأله أن يخفض جناحك، ويهد عمادك، ويضع وسادك، ويسلبك بلادك، ما أنا بأعجمية. قال: فمن أنت؟ قالت: أنا بنت ضمرة بن جابر

<<  <  ج: ص:  >  >>