للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم: إن للمرأة لَشُعْبة من الرجل ما هي له في شيء.

ولعمرك إن في قول رسول الله لبلاغاً أوثرت المرأة به وأبرت فيه من فرط الحنو على زوجها، وفضل الوفاء له بعد موته.

ذلك موقف الرجل والمرأة من الشريعة الإسلامية. وهو شهيد بأنهما قسيمان في تدبير المنزل وشئون الحياة وعند الله وبين يدي رسول الله.

[كرامتها]

لئن قرن الإسلام بين الرجل والمرأة في عامة المواطن لقد عرف نصيبها من رقة القلب، ودقة الوجدان. وأنها مناط شرف الرجل، ومواطن عرضه، فاختصها بنصيب من الحرمة والكرامة لم يظفر بمثله نظراؤها من الرجال.

إن كرامة المرأة في الإسلام تتناول شخصها وسيرتها، وتشمل مشهدها ومغيبها. فمن حقها أن تكون هي في موطن الرعاية والعناية، وان يكون اسمها بمنجاة من لغو القول، ومنال اللسان.

لقد كانت المرأة في عهد الإسلام - كما كانت في الجاهلية - تجير الخائف وتفك

العاني، وذلك كله إلى تجِلَّة واحترام، بلغت منهما غايتهما.

فقد أجارت أم هانئ بنت أبي طالب رجلين من أحمأها كتب عليهما القتل، وذلك بحمل حديثها في سبيل ذلك. قالت:

لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة فرَّ إلى رجلان من أحمائي من بني مخزوم. فدخل علىَّ عليٌّ بن أبي طالب أخي فقال: والله لأقتلنهما. فأغلقت عليهما باب بيتي: ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مرحباً وأهلاً

<<  <  ج: ص:  >  >>