للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربما سمى بندائها فألطفه بأسى مفاخرها، كما يقول قيس بن عاصم المنْقَرِي

يخاطب زوجه مَنْفُوسة بنت الخيل - وكانت قد أتت بطعامه في الليلة الثانية من بنائه بها فقال لها: أين أكيلي؟ فلم تعلم ما يريد حتى قال:

أيا ابنة عبد الله وابنة مالك ... ويا ابنة ذي البردين والفرس النَّهد

إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له ... أكيلا فإني لست آكله وحدي

قصياً كريماً أو قريباً فإنني ... أخاف مذمات الأحاديث من بعدي

وإني لعبد الضيف ما دام نازلا ... وما في صفاتي غيْرها شِيم العبد

[شرف الرجل وعفته]

إذا رأيت الرجل يخشى مواطن السوء، ويغتمر مكامن الريب، ويعتم خفيات الدنايا، فأشفق على زوجه أن يصيبها ما أصابه. لأن القرين سنَّة القرين، والرجل مرآة أخيه. فكيف بزوجه وهي ألزم له، وأعلم بخبيئة أمره؟

إن سيرة الرجل في نفسه هي الجزء الأكبر من عرضه ومن فَرَّط في النصيب الأوفر أوشك أن يتبعه بالأقل. ومن لا أمانة له في نفسه، لا أمانة له فيمن سواه.

وأن تعجب فعجب ما يقول الرجل، أن الله اصطفاه وفضله وآثره بوفر العقل، ورياضة النفس، وغلبة الهوى، وإلى المرأة إنما هي حِسٌّ ثائر، وعاطفة نَزَّاعة،

<<  <  ج: ص:  >  >>