ولا توهنه بقيد أو غل، ولا تمنع عنه جارية أو خادماً، ولا تعنف عليه في السير، ولا تساوه في المسير، ولا تركب قبله، وخذ بركابه إذا ركب، وإذا شتمك فاحتمل منه.
قال الأصمعي: دفعت في بعض تطوافي إلى امرأة من ولد ابن هرمة فسألتها القرى، فقالت: إني والله مرملة مسنتة ما عندي شيء فقلت: أما عندك جزور؟ فقالت والله ولا شاة، ولا دجاجة، ولا بيضة، فقلت أما ابن هرمة أبوك؟ فقالت: بلى والله، إني لمن صميمهم، قلت: قاتل الله أباك ما كان أكذبه حيث يقول:
لا أُمْتِعُ العوذ بالفصال ولا ... أبتاع إلا قرية الأجل
إني إذا ما البخيل آمنها ... باتت ضموراً مني على وَجَل
ووليت فنادت: أربع أيها الراكب، فعله والله ذلك أقله عندنا، فقلت: إلا تكوني أوسعتنا جواباً.
[حديث غربان النوى]
حدث ابن السراج قال: أخبرني بعض الإخوان أن بعض البصريين أخبره قال: كنا لمة نجتمع ولا يفارق بعضنا بعضاً، فضجرنا من المقام في المنازل. فقال بعضنا: لو عزمتم فخرجنا إلى بعض البساتين فخرجنا إلى بستان قريب منا، فبينا نحن فيه
إذ سمعت ضجة راعتنا، فقلت للبستاني: ما هذا؟ فقال هؤلاء نسوة لهن قصة، فقلت له أنا دون أصحابي: وما هي؟ قال العيان أكبر من الخبر، فقم حتى أريك وحدك، فقلت لصحابي أقسمت ألا يبرح أحد منكم حتى أعود، فنهضت وحدي