للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من بديع الألوان يضحي به الثَّكال ... مما يرى لديه طروبا

كما رأينا به فوق غصن ... مائس قد علا بشكل كثيبا

وشربنا به الحياة مداما ... تطلع الشمس في الكؤوس غروبا

[دير الطور]

وهو دير طور سينا ومكانه بين طبرية واللَّجُون، وحوله الكروم والبساتين، ومن دونه الغَور والمرْج، وفيه يقول الشابشتي:

قد أبانت لَيِ الرياض من الزهر ... غريب الصنوف والألوان

وبدأ النرجس المفتح يزنو ... من جنون الكافور بالزعفران

وقف الطلُّ في المحاجر منها ... ثم ماست فانهل مثل الجُمان

يا غلام اسقني فقد ضحك الوقت ... وقد تمّ طيب هذا الزمان

أدْنِ مني الدنان، صُب الأباري ... ق استحثَّ الكؤوس صف القناني

بادر الوقت واغتنم فرصة العي ... ش ولا تُكْذَبَنْ فالعمر فان

دير المصلَّبة

وموضعه في ظاهر بيت المقدس، وهو دير نَزه بديع الموقع حسن المنظر تحف به أشجار التين والزيتون والكروم، وفيه يقول الحسن الغَزَي:

يا حسن أيام قطعتُ هنيئةً ... بالدير حيث التينُ والزيتونُ

دير المصلَّبة الرفيع بناؤه ... تفدي عبيرَ ترابه دارين

ومزنرين إذا تلوا إنجيلهم ... وتعطفوا فحممائم وغصون

وسعوا بكاسات وما دروا ... أن للكؤوس الدائرات جنون

فقضيت بينهم زماناً لم يزل ... عندي إليه تشوق وحنين

تلك المنازل قد سفحن مدامعي ... لا مصر قاطبة ولا جيرون

<<  <  ج: ص:  >  >>