هي منبت فتيان العرب ومعْقدُ فخرهم، ومَثَارُ حميتهم، ومُستَقَ أدبهم، وملاذهم إن جدَّ بهم الدهر، ومفزعهم إن أشكل عليهم الأمر، ومُعولهم غن فدح الخطب، وعز المعين. تلك هي الأم العربية موطن ثقة الأب وفخر الابن، وعز العشيرة.
لقد نزع رسول الله صلى الله عليه وسلم بفخره - وهو أكرم العالمين خليفة وأكملهم كمالاً - إلى أمهاته في الجاهلية فقال: أنا ابن العواتك من سليم وما كان
ذلك إلا لأن الله قرن منزلته الملكية العلية بأسمى مراتب البشر، وتلك التي هيأته لها منذ القدم أرحام أمهاته الطاهرة وأرواحهن الزكية.
وشبيه بذلك قول على عليه السلام للأشعث بن قيس وقد خطب إليه ابنته: غَرَّك ابن أبي قحافة إذ أعطاك ابنته وليست من الفواطم من قريش ولا العواتك من سليم.