ليس بدعا من المرأة التي وثب بها الإسلام إلى أبعد غاية من كمال النفس، وسموّ الحياة، أن تكون العضد الأقوى، والساعد الأشد، في نشر آيته، وبلوغ غايته.
لقد وضح الإسلام فظهرت المرأة العربية في مشرق نوره، ملئا اليدين من حق موفور، وفضل مأثور، فياضة النفس، بما شئت من وجدان وإيمان. ثم أبصرت فإذا مجال القول متسع، ومستبق العمل فسيح. فانطلقت ملء عنانها، وهنالك، في أبعد شأو والفضيلة ركزت لواءها، واعتمدت بناءها فتساقطت الألوية، وانتقضت الأبنية دونها.
ففي تصريف الحوادث، وفي تكوين الرجال، وفي نشر مطارف العلم، ونثر طرائف الأدب، تجد أثرها أشبه ما يكون بأثر الغدير الهادئ الفياض، في زهر الرياض ونحن أولا مرسلو القول في كل آثارها، مستعينين بمعونة الله، وحسن توفيقه، فهو وحده مرجع الأمر وولي التوفيق.
[أثرها في تصريف الحوادث]
تتابعت في الإسلام حوادث عظام، وتناوبته شدائد ثقال. وهي على عظمتها. وفدح أمرها. لم تقع بمنجاة عن المرأة. ولا بمعزل عن تصريف زمامها وتدبير الرأي فيها.