المرأة بين يدي الإسلام قسيمة الرجل، لها من الحق ما له، وعليها ما عليه ولا فضل إلا أن يقوم الرجل بماله من قوة الَجلْدَ، وبسيط اليد، واتساع الحيلة، فيلي رياستها. فهو بذلك وليها، يحوطها بقوّته، ويذود عنها بدمه، وينفق من كاسب يده. فأما فيما سوى ذلك، فهما في السراء والبأساء على سواء.
ذلك ما أجمله الله، وضم أطرافه، وجمع حواشيه بقوله تباركت آيته:(ولَهنَّ مِثْلُ الذِي عَليْهِنَّ بالمعْرُوفِ وللِرَّجالِ عَليْهِنَّ دَرَجَة).
تلك هي الرعاية والحياطة لا يتجاوزها إلى قهر النفس، وجحود الحق.
وفي سبيل تلك التسوية الشاملة، جعل الله الخبيثات أكفاء الخبيثين، والطيبات أكفاء الطيبين. فإذا تم للناس أن يكونا كذلك فلا نزاع بين زوجين. لأن شر الخبيثين يدفع بعضه بعضا، ويطمس بعضه آثار بعض، فيكون كل على حَذَر من صاحبه.
فإني رأيت الشر للشر ما حيا ... كما خط في القرطاس سطر على سطر
أما الطيبان فأين للشر أن يدب بينهما، أو يجد السبيل إليهما؟
وكما قرن الله سبحانه وتعالى بينهما في شؤون الحياة كذلك قرن بينهما في حسن المثوبة وادَّخار الأجر، وارتقاء الدرجات العلى في الآخرة.
فإذا احتمل الرجل نار الهجير، واصطلى جمرة الحرب، وتناثرت أوصاله تحت