عوف ابن مُحَلم الشيباني وكمالها. وقوة عقلها دعا عصام - وكانت امرأة ذات عقل ولسان وأدب وبيان - وقال لها: اذهبي حتى تعملي لي علم ابنة عوف: فذهبت وأبصرت من جمال الفتاة، وروعة أدبها، وكمال شمائلها، ما ملك عليها بصرها وسمعها وقلبها: فخرجت وهي تقول: ترك الخداع من كشف القناع ثم انطلقت إلى الحارث، فلما رآها مقبلة قال لها ما وراءَك يا عصام؟ قالت: صَرّح المَحْضُ عن الزبد. فسار كلتا الجملتين مثلا: ثم حدثته حديثها، ووصفتها له أبدع وصف وأبينه وأتقنه، فأرسل الملك إلى أبيها فخطبها فزوّجها إياه. وقد أسلفنا حديث خطبتها، ووصية أمها لها.
كُلُّ فَتَاةٍ بأبيهَا مُعْجَبَةٌ
يضرب في عجب الرجل برهطه وعشيرته.
وأول من قال ذلك العَجْفاء بنت السعدي وذلك أنها وثلاث نسوة من قومها خرجن فاتَّعدن بروضة يتحدثن فيها: فوافين بها ليلاً في قمر زاهر، وليلة طلقة ساكنة،
وروضة مُعْشبة خصبة. فلما جلسن قلن: ما رأينا كالليلة ليلة، ولا كهذه الروضة روضة، أطيبَ ريحاً، ولا أنضر، ثم أفضن في الحديث فقلن: أي النساءِ أفضل؟ قالت إحداهن الخرود الودود، الولود قالت الأخرى: خيرهن ذات الغَنَاء، وطيب الثناء، وشدة الحياء قالت الثالثة: خيرهن السموع الجموع، النفوع غير المنوع، قالت الرابعة: خيرهن الجامعة لأهلها، الوادعة، الرافعة لا الواضعة. قلن: فأي الرجال أفضل؟ قالت إحداهن خيرهم الحَظِيٌّ الرضىُّ الخَطال ولا التّبّال. قالت الثانية. خيرهم السيد الكريم، ذو الحسب