تحمل العين أذى العين كما ... تحمل الأم أذى ما تَعْتلي
يا قتيلا قوّض الدهر به ... سقف بيتي جميعاً من عَل
هدم البيت الذي استحدثته ... وانثنى في هدمه بيتي الأول
ورماني قتله من كثب ... رِمْيَة المُصْمَي به المستأصل
يا نسائي دونكن اليوم قد ... خصني الدهر برُزْءٍ مُعْضِل
خصني قتل كليب بلَظىً ... من ورائي ولظى مستقبلي
ليس من يبكي ليوميه كمن ... إنما يبكي ليوم ينجلي
يشتفي كان دمى فاحتلبوا ... درراً منه دمى من أكحلي
ليته كان دمى فاحتلبوا ... درراً منه دمي من أكحلي
فأنا قاتلة مقتولة ... ولعل الله أن يرتاح لي
تداوُل الأيام
لما صدع سعد بن أبي وقاص جيش الفرس بالقادسية، أتته حُرَقة بنت النعمان ابن المنذر في حفدة من قومها وجواريها - وهن في زيّها، عليهن المسموح والمقطعات السود مترهبات - تطلب صِلة. فلما وقفن بين يديه أنكرهن سعد. فقال: أيكن حرَقة؟ قالت هأنذا. قال: أنت حُرقة؟ قالت: نعم، فما تكرارك في
استفهامي؟ ثم قالت: إ، الدنيا دار زوال لا تدوم على أهلها انتقالا، وتُعقبهم بعد حال حالا. كنا ملوك هذا المصر. يجبي لنا خراجه، ويطيعنا أهله، مدى الإمرة، وزمان الدولة، فلما أدبر الأمر وانقضى، صاح بنا صائح الدهر، فشق عصانا، وشتت شملنا. وكذلك الدهر يا سعد. إنه ليس يأتي قوماً بمسرة، إلا ويعقبهم بحسرة. ثم أنشأت تقول: