مائة رطل أو مائة ناقة. وقد يجمع الرجل بينها. فقد أمهر عبد المطلب بن هاشم بنت عمرو مائة ناقة ومائة رطل من الذهب.
وليس العرب بالذين يساومون في المهر قَلَّ أو كثر وحسبهم من الرجل جهد همته، وبعد غايته، وسناء نسبه، وصفاء ضريبته، فقد نزع لَقِيط بن زرارة شريداً إلى قيس بن خالد ذي الجدين، كرين العرب، وأحد ملوكها، فخطب إليه ابنته، وتكلم بكلمات كشفن منه عن قلب ذكي، وأنف حِمىٍّ، ونسب سنّىٍ. فزوجه الملك ابنته لليلة وساق إليها المهر عنه.
أما ذوو الخصاصة فأن بِحَسْبِ الرجل أن يسوق إلى امرأته مما يباع ويشترى. ومن حديث العرب أن مُهلهِلَ بن ربيعة رحل بآل بيته بعد أ، اْستَذَلَّتْهُ بَكْريم يوم تحلاق اللمم، فاستجار بَمذْحج. وهنالك جاءه ناس منهم يقال لهم بنو جَنْبٍ فخطَبوا إليه ابنته طمعاً في أن يَشْرُفوا بشرف قومه، وينبهوا بوثوق الصلة به، فأبى ذلك عليهم. ثم سعى إليه مجيروه من مَذْحِج، وظاهروا جنباً في خْطَبتهم وأبصر هو
القسر والكريهة منهم، فنزل لهم عن ابنته، وساقوا إليه في مهرها رقاعاً من جلد، وأفاءوا بها على فتى من غِمارها. فقال مهلهل في ذلك:
نهنهني صاحبي فقلت له ... إن الخطوط جعلن بالقِسَم
أصبحت لا مَنْفَساً أصَبْتُ ولا ... أُبْتُ كريماً حرّاً من الندم
عز على وائل بما لقيت ... أخت بني الأكرمين من جُشَم
أنكحها فقُدها الأرقم ... من جنب وكان الْحباء من أَدم