للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يُبْعِدنكَ الله يا عَمْرِى ... إما مضيت فنحن بالإثر

وقالت أم عمرو بنت مُكدّم في رثاء أخيها ربيعة بن مكدوم:

فاذهب فلا يُبْعِدَنْكَ الله من رجل ... لاقي الذي كلُّ حيّ مثلَهُ لاق

وقال الفرار السُّلمي:

ما كان ينفي مقال نسائهم ... وَقُتلْتُ دون رجالهم لا تبعد

وكانت المنادب والمناحات على سادة الحي وأشرافهم سنة كاملة. بذلك أوصى لبيد بن ربيعة ابنتيه في قوله:

تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر

فقوما وقولا بالذي تعلمانه ... ولا تَخْمِشَا وجهاً ولا تحلقا شَعَر

وقولا هو المرء الذي لا صديقهُ ... أضاع ولا خان الأمين ولا غدر

إلى الحول ثم أسم السلام عليكما ... ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر

حتى إذا لحق لبيد بربه، نهض ابنتاه بما أمرهما به، فكانتا تلبسان ثيابهما كل يوم، وتقصدان إلى مجلس جعفر بن كلاب عظيم عشيرته فترثيانه ولا تُعْولان وكذلك أقامتا سنة كاملة ثم انصرفتا.

وإنما أوصي لبيد بنيتهيه بما أوصاهما، وبعد أن آمن بالله واعتصم بدينه، لمِا اتصف به من الشرف القديم في قومه، فلم يشأ أن يرز أهم فيما عف من سننهم ومناهجهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>