كأن لم يكونوا حِمىً يُتّقى ... إذا الناس إذ ذاك من عزّ بزَّا
وهم في القديم أساة العَدِي ... م والكائنون من الخوف حِرْزا
وهم منعوا جارهم والنسا ... ءُ يَحْفز أحشاَءها الخوف حَفزا
غداةَ لَقُوهم بملمومة ... رَدَاح تغادر في الأرض ركزْا
ببيض الصَّفاح وسُمْر الرماح ... فبالبيض ضرباً وبالسمر وخزا
وخيل تكَدّس بالدارعي ... ن تحت العَجاجة يْجمزْن جَمْزا
جززنا نواصيَ فرسانها ... وكانوا يظنون ألا تُجَزّا
ومن ظن ممن يلاقي الحروب بأن ... لا يُصاب فقد ظن عجزا
نَعِفُّ ونعرف حق القِرَى ... ونتخذ الحمد ذخراً وكنزاً
ونلبس في الحرب نسج الحديد ... ونسحب في السلم خَزّا وقَزّا
وقالت الهيفاء بنت صبح القضاعية تفخر بأبيها:
الخيل تعلم يوم الرَّوع إن هُزمت ... أن ابن عمرو لدى الهيجاء يحميها
لم يُبد فُحشاً ولم يُهدَدْ لُمعظَة ... وكلُّ مَكْرُمة يلقي يُسَاميها
المستشار لأمر القوم يحزبهم ... إذ الهَنَاة أهمّ القوم ما فيها
لا يرهب الجار منه غدرة أبداً ... وإن ألَمَّت أمور فهو كافيها
وقالت خرنق بنت بدر تفخر بزوجها بشر بن عمرو وصحابته:
لقد علمت جَدِيلة أن بشراً ... غداة مُرَبَّح مُرّ التقاضي