رأيت رجالا يكرهون بناتهم ... وفيهن لا نُكذَبْ نساء صوالح
وفيهن والأيام يعثرن بالفتى ... عوائد لا يمللنه ونوائح
وحدثوا أن عمرو بن العاص دخل على معاوية بن أبي سفيان وعنده من له يلاعبها. فقال له: انبذها عنك يا أمير المؤمنين! فوالله إِنهن يلدن الأعداء، ويقرّبن البعداء. ويؤدَّين الضغائن. فقال معاوية: لا تقل، فما ندب الموتى، ولا تفقَّدَ المرضى، ولا أعان على الحزن مثلهن.
وقال الزهري: كانوا - يريدون أصحاب رسول الله - لا يرون على صاحب ثلاث بنات صدقة، ولا جهادا، لحاجتين إليه، وشُغُلهِ بهن، والعناية بتربيتهن. وكان أبا خالد القَناني - وكان من غُلاة الخْوارج - يشير إلى ذلك، وكان قد طلب إليه الغُدُوُّ إلى القتال فقال:
لقد زاد إلىَّ حبَّا ... بناتي إنهن من الضعاف
أحاذر أن يرين الفقر بعدي ... وأن يشربن رنقاً بعد صاف
وأن يَعْرَين إن كسي الجواري ... فتنبو العين عن كرم عجاف
ولولا ذاك قد سَوَّمت مُهري ... وفي الرحمن للضعفاء كاف
أبانا من لنا إن غبت عنا ... وجَدَّ الحي بعدك في اختلاف