وكانت أسماء بنت أبي بكر إذا أحست بدبيب المرض خرجت عن إمائها جميعاً وإن من ابتغاء الشطط أن يأتي القلم على إجمال ما أطلق المسلمات من إمائهن تأنقاً في الشكر، وتفريجاً للضر، وزلفى إلى الله.
كذلك كان تحرير الرقاب مظاهر البر. وأوضح مواطن الخير عند الموسرين من المسلمين. كذلك أخذ الدين جماعة المؤمنين بالنزول عما ملكت أيديهم راضين مطمئنين، فإن لم يكن عتق، فرحمة، وإخاء، ورعاية حق، وبذل معونة.
وما رأينا النبي الكريم تعاهد برحمته ووَصاته جماعة من المسلمين بمثل تعاهد جماعة الغلمان والجواري، حتى كان آخر ما أوصى به: الصلاة وما ملكت أيمانكم
ولقد كان عليه الصلاة والسلام يجعل عتق الجارية فداء لها من لطمة تصيبها وهل تجد في قديم الأمم وحديثها من منع عسف الرق، ورفع شأن الأرقاء مثل رسول الله محمد بن عبد الله في قوله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الله في خولكم، فإنهم أشقاؤكم، لم ينحتوا من جبل، ولم ينشروا من خشب. أطعموهم مما تأكلون، وأكسوهم مما تلبسون، واستعينوا بهم في أعمالكم، فإن عجزوا فأعينوهم، فإن كرهتموهم فبيعوهم ولا تعذبوا خلق الله. وقوله عليه الصلاة والسلام: إذا أتى أحَدَكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليطعمه أكلة أو أُكلتين ولي علاجه وقوله صلى الله عليه وسلم: لا يقُلْ أحدكم عبدي، أَمَتي، وليقل فتاي وفتاتي.
وأي مولاة قوم أو مولى لهم يسمع قوله صلى الله عليه وسلم: للمملوك الصالح