وسئلت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيته؟ فقالت كان في مهنة أهله حتى يخرج إلى الصلاة. تريد بذلك أنه يعاونهن ويعمل عهن.
وكان من التبسط ورفع الكلفة إلى حد أن يستبق هو وامرأته. كما حدثوا عن عائشة رضي الله عنها.
وكانت فاطمة بنت رسول الله تتولى الطحين والعجين بينما علي رضى الله عنه ينزع الماء ويحتمله ويهيئه.
وكما كان الرجل يجاذب المرأة أمْرَ العمل. وتدبير المنزل. كذلك كانت تجاذبه شؤون العالم. وجد الحياة.
ففي ساحات الوغى؛ وبين مشتجر القنا. وتحت ظلال السيوف. كانت المرأة تسير مع الرجل جانباً لجنب؛ تروي ظمأه. وتأسو جرحه. وتجبر كسره وترقأُ دمه وتثير حميته وتهيج حفيظته. وربما شبت حَر القتال؛ واصطلت جمرة الحرب،
وصالت بين الصفوف وعرضت نحرها للحتوف؛ وصدرها للسيوف. فكانت لها مواطن صادقات؛ ومواقع صالحات؛ سنخصها بشيء من القول في مواطن آخر إن شاء الله.
وقد طويت صحف السيَّر والسُّنن والتاريخ على كثير من فضليات النساء خرجن في رفقة رسول الله إلى غزواته ليداوين المرضى. ويأَسون الجرحى. ويسقين الماء، ورحن بأجر المجاهدين في سبيل الله. وإليك طائفة من أسمائهن وأعمالهن:
١ - فمنهن أمية بنت قيس الغفارية قالت: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نسوة من بني غفار؛ فقلنا: يا رسول الله قد أردنا أن نخرج معك إلى وجهك