للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليوم الذي رجفت الأرض لموته صلى الله عليه وسلم، سعت رجالات من المهاجرين والأنصار إلى سقيفة بني ساعدة، وهناك وهناك - بعد جدال وحوار - بسطوا أيديهم إلى أبي بكر يبايعونه.

على أن فاطمة بنت رسول الله أقامت في عهدها القصير بعد رسول الله مجافية أبا بكر؛ واجدة عليه.

وسواء أكانت تلك الموجدة لما رأت من انتزاع الخلافة من آل بيت النبي - وكانت تراها حقاً لا يطاولون فيه، ولا يغالبون عليه - أو لحرمانها ميراث أبيها في فدك؛ وسهمه في خبير سواء أكانت موجدتها لهذا أو لذلك فقد كف عن البيعة كرامة لها زوجها علي عليه السلام، وانحاز بجانبه بنو هاشم جميعاً وانضم إليهم سفيان بن حرب رأس بني أمية. والزبير بن العوام بطل وحواري رسول الله. وأقام على والزبير بدار فاطمة لا يبرحانها.

كذلك لبثوا أو بعض رصد. حتى لحقت الزهراء بربها. فانكشف بموتها ستر من ستور الهيبة الرائعة في بني هاشم. حتى لقد سعى عمر بن الخطاب بقبس من النار إلى بيت علي كرم الله وجه ليحرقه. وهناك خرج له الزبير والسيف مصلت بيمينه. يريد أن يصدع به رأس عمر. لولا أن عثرت قدمه بحجر في الطريق

فوقع ووقع السيف من يده فأخذ. ولولا تلك العثرة المباركة لخضب بالدم رأس من أرفع رؤوس المسلمين.

ولقد كادت الحرب تعود جذعة لولا حكمة من علي حسمت الجرح. ورأيت الصدع وجمعت الشمل. فخطب المسلمين خطبة ردّت صغيرهم على كبيرهم. وجمعت قصيهم وعصيهم ثم بايع أبا بكر. فلم يبقى بعد ذلك مخالف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>