الدهر. قالت كذلك هو ذو غير عاش كبر، ومن مات قبر. وكان هنالك مروان بن الحكم وعمرو بن العاص فابتداء مروان فقال ألا تعرف هذه يا أمير المؤمنين؟ قال: ومن هي؟ قال هي التي كانت علينا يوم صفين وهي القائلة:
يا زيد دونك فاستثر من دارنا ... سيفاً حساماً في التراب دفينا
قد كنا مذخوراً لكل عظيمة ... فاليوم أبرزه الزمان مصونا
قال عمرو بن العاص: وهي القائلة يا أمير المؤمنين:
أترى ابن هند للخلافة مالكا ... هيهات ذاك وما أراد بعيد
مَنَّتك نفسك في الخلاء ظلالة ... أغراك عمرو للشقا وسعيد
فارجع بأنكد طائر بنحوسها ... لاقت عليا أسعد وسعود
فقال سعيد يا أمير المؤمنين وهي القائلة:
قد كنت آمل أن أموت ولا أرى ... فوق المنابر من أمية خاطبا
فالله أخر مدتي فتطاولت ... حتى رأيت من الزمان عجائبا
في كل يوم لا يزال خطيبهم ... وسط الجموع لآل أحمد عائبا
ثم سكت القوم، فقالت بكارة: نبحتني كلابك يا أمير المؤمنين واعتورتني، فقصر مْحِجَني وكثر عجي، وعشي بصري، وأنا والله قائلة ما قالوا، لا أدفع ذلك بتكذيب، فامض لشأنك، فلا خير في العيش بعد أمير المؤمنين، فقال معاوية: إنه لا يضحك شيء فاذكري حاجتك تقض. فقضى حوائجها وردها إلى بلدها.