اللب، مخطوفة القلب، تهيم في كل واد، وتغشى كل مجتمع وناد، وتتغنى بما يثير الحسرات ويسيل العبرات. ومن قولها فيهما:
ألا يا من سبى الأخوي ... ن أمُّهما هي الثّكلى
تسأل من رأى ابنيها ... وتستقي فما تُسْقَي
فلما استيأست رجعت ... بِعَبْرة حَرَّى
تتابع بين ولولةِ ... وبين مدامع تترى
وكذلك قالت:
يا من أَسَّ بابْنَيَّ اللَّذين هما ... كالدُّرَّتين تشظّي عنهما الصدَف
يا من أحس بابني اللذين هما ... سمعي وقلبي فقلبي اليوم مُزْدَهَفُ
يا من أحس بابني اللذين هما ... مخ العظام فمخي اليوم مُخْتطفُ
نَّبئت بُسراً وما صدقت ما زعموا ... من قولهم ومن الإفك الذي اقترفوا
انحي على ودجى طِفْلَّي مُرْهَفةً ... مشحوذة وكذاك الإفك يقترف
مَن دلّ والهة حرّى مُولّهة ... على حبيبين ضَلاّ إذ غدا السلف
ووقفت أعرابية قبر ابن لها يدعى عامراً فقالت:
أقمت أبكيه على قبره ... من لي بعدك يا عامر
تركتني في الدار ذا وحشة ... قد ذل من ليس له ناصر
وقالت زبيدة ابنة جعفر ترثي ولدها الأمين:
أودي بإلفين من لم يترك الناسا ... فامنحْ فؤادك عن مقتولك الياسا
لما رأيت المنايا قد قصدن له ... أصبن منه سواد القلب والراسا