بن أبي طالب أحب أن تكفيني وتريحني منه وتعجل ذلك، قلت أفعل، قال فخذه إليك، فحولته إلى وحولت الجارية وجميع ما كان في البيت من فرش وغير ذلك وأمر لي معه بمائة ألف درهم، قال فحملت ذلك جملة ومضيت به، فلشدة سروري بالجارية صيرتها في مجلس بيني وبينها ستر وبعثت إلى العلوي فأدخلته على نفسي وسألته عن حاله فأخبرني بها وتجمل فيها وإذا هو ألب الناس وأحسنهم إبانة، وقال لي بعض ما يقوله، ويحك يا يعقوب! تلقي الله بدمي وأنا رجل من ولد فاطمة بنت محمد؟ قال قلت لا والله، فهل فيك خير؟ قال: إن فعلت خيراً شكرت لك؛ عندي دعاء واستغفار، فقلت له أي الطريق أحب إليك؟ قال طريق كذا وكذا، قلت فمن هناك من تأنس به وتثق بموضعه؟ قال فلان وفلان، قلت فابعث إليهما وخذ هذا المال وامض إليهما مصاحباً في ستر الله؛ وموعدك وموعدهما للخروج من داري إلى موضع كذا وكذا؛ الذي اتفقوا عليه في وقت كذا وكذا من الليلة؛ وإذا الجارية قد حفظت علىَّ قولي، فبعثت به مع خادم لها إلى المهدي، قال: وبعث المهدي من وقته ذلك فشحن تلك الطريق والمواضع التي وصفها العلوي برجاله، فلم يلبث أن
جاءوا بالعلوي نفسه وصاحبه والمال على السجية التي حكتها الجارية. قال وأصبحت من غد ذلك اليوم فإذا رسول المهدي يستحضرني، وكنت خالي الذراع غير ملق إلى أمر العلوي إلا حين أدخل على المهدي وأجده على كرسي بيده مخصرة فقال يا يعقوب ما حال الرجل؟ قلبت يا أمير المؤمنين قد أراحك الله منه؛ قال مات؟ قلت نعم! قال والله قلت والله؛ قال فضع يدك على رأسي، قال فوضعت يدي على رأسه وحلفت له به فقال يا غلام، اخرج إلينا ما في هذا البيت. قال ففتح بابا عن العلوي وصاحبه والمال بعينه، قال فبقيت متحيراً وسقط في يدي وامتنع على الكلام فما أدري ما أقول، قال: فقال المهدي لقد حل لي دمك لو آثرت إراقته. ولكن احبسوه