للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قفي قبل التفرق واخُبرينا ... وقولي واخبري خبراً يقينا

وهذي أمة هلكوا وضلوا ... وغادروا لا سقُوا مما سقينا

يقولون النبي أبو غفير ... فأخزى الله أم الكاذبينا

ألم تسمع ولم تر لؤم بيت ... على آثار خيلهم ربينا

ستعلم أهل تامسنا إذا ما ... أتول يوم القيامة مُقطَعينا

هنالك يونس وبني أبيه ... يقودون البرابر حائرينا

واتخذ أبو غفير من الزوجات أربعاً وأربعين، واشتدت نكايته بالبربر حتى غلب على قطر كبير من البلاد وتملكه وأقام في هذا الملك تسعة وعشرين عاما. ومن بعده جاء ابنه أبو الأنصار فتأثر سنة أبيه وازداد من إراقة الدماء، واستباحة النساء، وعظمت هيبته واشتد سلطانه، ودانت له قبائل المغرب. وكذلك كان ابنه من بعده أبو منصور عيسى فملك البلاد وجاءه ملوكها يسجدون عنوة له.

وقد وقف مسلمو المغرب حيال تلك الطائفة المبيحة موقف مسلمي المشرق من القرامطة، فحاربهم الأدارسة والأموية والشيعة واجتاز جند المنصور بن أبي عامر البحر إلى بلاد المغرب فلم يغنوا شيئاً، ثم نهض لقتالهم بالكين بن زيرى في قبائل صنهاجة فقهر أبا منصور وقتله وأفنى جيشه، وأجاز المنصور بن أبي عامر للمرة الثانية جنده فأثخنوا فيهم قتلا وسبياً. ولم ينته أمر هؤلاء المفسدين إلا في أخريات المائة الخامسة، وبذلك يكون مدى أمرهم قرابة أربعة قرون. وهذا فيما نعلم أطول مدى أقامته أسرة متغلبة مبيحة.

<<  <  ج: ص:  >  >>