الزبيب والدبس: أجود زبيب في الشام ما يحصل من زبيب العنب الدربلي في جيرود والرحيبة والريحان ودومة، ويليه زبيب الصلت. ويصنع الزبيب في كل القرى التي فيها أعناب، وليس في صنعه صعوبة، فالعنب يغطس بماء فيه شيء من القلي والزيت ثم يفرش على مسطاح مدة ثمانية أيام فيجف. ويحسب أن كل أربعة أرطال من العنب ينتج منه رطل من الزبيب. وللثمار المجففة شأن كبير إذا صحت العزيمة على الاعتناء بصفها وبقطفها وشحنها إلى الديار الأجنبية كما يفعل الزراع حول مدينة أزمير بزبيبهم وتينهم المجفف.
ويصنع الدبس من الزبيب أو العنب، ففي الحالة الأولى يدرس الزبيب في المعصرة بمدرس من حجر حتى يصير كتلة لزجة، ثم يوضع في قدور كبيرة ويغمر بالماء مدة ٢٤ ساعة، ثم يؤخذ ماء الزبيب جلاب أو صليبة ويوضع في مرجل وتضرم النار تحته حتى يتحصل الدبس. ويلزم مائة رطل من الزبيب للحصول على ٦٠ إلى ٨٠ رطل من الدبس. واشتهر دباسو قرى معربا ودومة وعربيل بصنع دبس لذيذ يعطرونه بعطر الورد أحيانا.
الصابون: أشهر مصابن الشام في طرابلس ونابلس ودمشق وحلب وكلز، ويبلغ المقدار المتوسط للصابون الذي يصنع سنوياً في الشام نحو ١٣. ٠٠٠ طن. وصناعته على الأصول القديمة.
أشهر الزيوت ما يصنع في معاصر لبنان وفلسطين وأشهرها جميعاً زيت الرامة، واعتاد أرباب الزيتون في دمشق أن يتركوه مدة طويلة في المعصرة، فيختمر ويتعفن ويحصل له طعم كريه، حتى أنه ليشق تصريفه خارج الشام. والداعي إلى ذلك قلة المعاصر بدمشق وخصوصاً اعتقاد الزراع بأنه بقدر ما تطول المدة بين قطف الزيتون وعصره تزداد نسبة الزيت المتحصل بالعصر. واعتقادهم هذا صحيح إلا أن زيادة نسبة الزيت لا توازي هبوط سعره المنبعث عن رداءة طعمه.
ويتوقف استخراج الزيت على الأعمال الآتية: أولاً سحق الزيتون بأسطوانة من حجر يديرها بغل داخل وعاء مستدير من حجر. ثانياً كبس الزيتون المسحوق لتفريق الزيت عن الثفل وذلك بمكبس عادي أو مكبس مائي.