والفرصاد، ويكثر بها التفاح والكمثرى والسفرجل مع كونها أكثر أنواعاً وأبهج منظراً، ويزيد عليه فواكه أخر لا توجد بمصر، وربما وجد بعضها في مصر على الندور الذي لا يعتد به كالجوز. البندق. الأجاص. العُنّاب. الزعرور، والزيتون فيه الغاية في الكثرة، ومنه يعتصر الزيت وينقل إلى أكثر البلدان وغير ذلك. وبأغوارها أنواع المحمضات كالأترج. اللّيمون. الكباد. النارنج. ولكنه لا يبلغ في ذلك حد مصر. وكذلك الموز ولا يوجد البلح والرّطب فيه أصلاً. قال في مسالك الأبصار: وفيه فواكه تأتي في الخريف وتبقى في الربيع كالسفرجل والتفاح والعنب.
وأما رياحينه ففيه كل ما في مصر من الآس والورد والنرجس والبنفسج والياسمين والنسرين، ويزيد على مصر في ذلك خصوصاً الورد حتى إنه يستقطر منه ماء الورد وينقل منه إلى سائر البلدان. قال في مسالك الأبصار: وقد نسي به ما كان يذكر من ماء ورد جُور ونصيبين.
وبعد فقد دخلت الشام في العهد الحديث عدة ضروب من الزروع والغراس لم تكن فيه من قبل مثل الشوح. الأوكالبتس. الأكاسيا. المشمش الهندي. البندورة الطماطم أو القوطة والبطاطا فكان منهما فائدة جلى وأصبحت البندورة والبطاطا من أهم أنواع التغذية، وسرعان ما انتشر الغرام بهما وعمت القاصية والدانية زراعتهما.
[الأشجار غير المثمرة:]
كانت الشام مشهورة بسروها وصنوبرها وأرزها، ويقول الشجارون: إنه كان في
غوطة دمشق ألوف من أشجار السرو انقرضت، وأدرك الغزي في حلب من شجر السرو الهرمي والصيواني أشجاراً قليلة ثم فقد عن آخره، وكان يوجد منها بكثرة، وأحسن الجبال في الشام التي احتفظت بغاباتها بعض الشيء جبل لبنان، فإن الصنوبر والرز فيه كثير. وقد أكثر القدماء والمحدثون من الكلام على تاريخ الأرز لورود ذكره في الكتاب المقدس مرات، ولأن من خشبه بني قصر داود وهيكل سليمان والهيكل الثاني الذي جدد في أيام زربايل وسقف الهيكل المجدد في عهد هيرودوس وقبة القبر المقدس وسقف الكنيسة